الخيط الرفيع

Log in to view price and purchase

الوصف

“إنها تتعذب، ولا تدري سر عذابها.. كل منهما لا يدري.. لأن أحدا منهما لم يستطع أن يرى الخيط الرفيع.. الرفيع جدا.. الذي يفصل بين الحب وغريزة التملك.. عاطفة الحب التي تسمو بك إلى مرتبة الملائكة.. وغريزة التملك التي تنحط بك إلى مرتبة الحيوان.. الحب الذي يدفعك إلى أن تضحي بنفسك في سبيل من تحب، وغريزة التملك التي تدفعك إلى أن تضحي بمن تحب في سبيل نفسك..”.

شيء اسمه الحب… وشيء اسمه: غريزة التملك.. وبين الحب وغريزة التملك خيط رفيع.. رفيع جداً.. إذا ما تبينته تكشف لك الفارق الكبير!! إن الحب عاطفة قد تسمو بك دائماً إلى مرتبة الملائكة.. والتملك غريزة تنحط بك دائماً إلى مرتبة الحيوان.. الحي يدفعك إلى أن تضحي بنفسك في سبيل من تحب.. وغريزة التملك تدفعك دائماً إلى أن تضحي بغيرك في سبيل نفسك.. وعندما تحب تغار لمن تحب.. تغار لسعادته وراحته وسلامته.. والتملك يجعلك تغار لنفسك.. لسعادتك.. وراحتك وسلامتك.. وشهوتك! الحب عطاء.. سخاء! والتملك أخذ.. أنانية! ورغم ذلك فإن من الصعب أن تتبين الخيط الرفيع الذي يفصل بين الحب وغريزة التملك فإن الحب -حب الإنسان لا حب الملائكة- مقرون دائماً بالتملك.. فكل من يحب يتمنى أن يمتلك من يحب، وقد تتحقق أمنيته فتكتمل له عناصر الحب، فإذا لم تتحقق أمنيته يبقى الحب ناقضاً لأحد عناصره، ولكنه يبقى؟ فالتملك عنصر من عناصر الحب.. لكن الحب ليس دائماً عنصراً من عناصر التملك، فإنك تستطيع أن تمتلك دون أن تحب.. كل ما هنالك أن غريزة التملك قد تشتد بك وتعصف بنفسيتك حتى يخيل إليك أنك تحب. هذا هو الخيط الرفيع…