رواية حينما يتوارى القمر (هيفاء)

 

رواية حينما يتوارى القمر (هيفاء)

وبلحظة خاطفة وبمشهد مؤلم بعد أن غامر زوجها بالهبوط إلى السفح هجم عليه قطيع

ذئاب وافترسه، وها هو الابن اليوم يكرر خطأ الأب والجميع وحوش إذ لا فرق بين البشر

والذئاب في نظر هذه الأم التعيسة.

للحظات تذكرت الأم كل المشاهد التي جمعتها بصغيرها ، مرت عليها كشريط ذكرى،

منذ أن كان جنينا في بطنها، في تلك الليالي الحالمة كانت هي وزوجها يقضيان جل الليل

تحت أشجار الشيح العملاقة مستمتعين بهطول الأمطار التي تنزل عليهم رذاذاً بارداً بعد أن تصطدم

بأوراق الشجر، كان الهواء يهب بارداً وعليلاً و كانت كل أسباب السعادة حاضرة بينهم،

كانا ينظران من بعيد إلى القمر الذي أشاع بنوره الأبيض الناصع أجواء الحميمية

على سائر مخلوقات الكون، في تلك اللحظات الجميلة كان شريكها يمسح رأسه

ببطنها باستمرار وكأنه يتعهد لها بأنه سيظل دوماً بجنبهما هي وصغيرها وسيحميهما

من كل الأعداء، لكنها كانت تتذمر من تكراره لتلك الحركات المزعجة واللطيفة في آن واحد

فتدفعه حينها برأسها بحركة حانية، فيتحرك حينها الجنين، وكأنه يرفض سلوك الأم تجاه أبيه،

هكذا هم الذكور دوماً، موالون لآبائهم.

Log in to view price and purchase

الوصف

رواية حينما يتوارى القمر (هيفاء)

وبلحظة خاطفة وبمشهد مؤلم بعد أن غامر زوجها بالهبوط إلى السفح هجم عليه قطيع

ذئاب وافترسه، وها هو الابن اليوم يكرر خطأ الأب والجميع وحوش إذ لا فرق بين البشر

والذئاب في نظر هذه الأم التعيسة.

للحظات تذكرت الأم كل المشاهد التي جمعتها بصغيرها ، مرت عليها كشريط ذكرى،

منذ أن كان جنينا في بطنها، في تلك الليالي الحالمة كانت هي وزوجها يقضيان جل الليل

تحت أشجار الشيح العملاقة مستمتعين بهطول الأمطار التي تنزل عليهم رذاذاً بارداً بعد أن تصطدم

بأوراق الشجر، كان الهواء يهب بارداً وعليلاً و كانت كل أسباب السعادة حاضرة بينهم،

كانا ينظران من بعيد إلى القمر الذي أشاع بنوره الأبيض الناصع أجواء الحميمية

على سائر مخلوقات الكون، في تلك اللحظات الجميلة كان شريكها يمسح رأسه

ببطنها باستمرار وكأنه يتعهد لها بأنه سيظل دوماً بجنبهما هي وصغيرها وسيحميهما

من كل الأعداء، لكنها كانت تتذمر من تكراره لتلك الحركات المزعجة واللطيفة في آن واحد

فتدفعه حينها برأسها بحركة حانية، فيتحرك حينها الجنين، وكأنه يرفض سلوك الأم تجاه أبيه،

هكذا هم الذكور دوماً، موالون لآبائهم.


في البدء كانت لدي قصة أما الآن فلدي قصتان:

القصة الأولى هي قصة الحب الشخصية التي عشتها وانتهت بفراق لازلت أعاني من ذكرياته ، أما القصة الأخرى فقد ألفت معظم أحداثها من وحي خيالي مرتكزا بذلك على  الأحداث الحقيقية لقصة قيس وليلى العامرية  ، هذه القصة الأسطورة  التي لازالت تلهب خيال الكثيرين من العشاق والشعراء في العالم العربي على مر العصور ،  لهذا السبب حاولت التقريب بين أحداثها وأحداث قصتي الحقيقية،  إلى الدرجة  التي تخيلت معها  أن قصتي لا تختلف كثيرا عن قصة قيس، ذلك أن  العشق الذي يتسلل إلى الروح البشرية ويأسرها هو شعور لا  يرتبط  بمكان أو زمان أو عمر أو جنس معين ، بل تطوف أحاسيسه ومشاعره على  جميع القلوب المحبة والعاشقة ،  وتجعلها بالتالي أسيرة لعبثيته ،  تماما مثلما تفرض العواصف البحرية فوضويتها  على الأفلاك التي تمخر عباب المحيطات.

ثمة أمر آخر جعلني أؤمن بتشابه القصتين  ، وهو أن أيا من أبطال القصتين لم يكن هو المتسبب بفشلها ،  بل كان المجتمع المحيط هو السبب ، خاصة من بيدهم زمام الأمور كالآباء مثلا …  لذا ومن هذا المنطلق خامرتني فكرة الربط بين  القصتين معا في إطار واحد ، خامرتني هذه الفكرة بالذات حينما أخذني الحنين  الى هذا المكان الذي ولدت فيه قصة عشقي ، لا أعلم كيف عرجت مرغما الى ذلك المكان وأنا أتذكر من خلف مقود المركبة بعد أن ركنتها جانبا كيف؟