رواية “الخواء الرهيب” للكاتب رابح بوكريش هي عمل أدبي اجتماعي–فكري يتناول بعمق تجربة التقاعد وما يرافقها من أزمات وجودية ونفسية عند المتقاعدين العرب، حيث يتحول الفراغ إلى عبء قاتل، ويصبح المتقاعد ضحية العزلة وفقدان المعنى.
الموضوع الأساسي:
تركز الرواية على شخصية المتقاعد الذي كان نشيطًا وفاعلًا في حياته العملية، لكنه يجد نفسه فجأة في مواجهة “الخواء” بعد انقطاعه عن العمل. من خلال السرد، يفتح الكاتب نقاشًا واسعًا حول قضايا الشيخوخة، العزلة، فقدان القيمة الاجتماعية، وضغط التحولات التكنولوجية التي زادت من فجوة الأجيال.
المحاور الرئيسة:
-
مأساة المتقاعد العربي: عبر الإحصائيات والقصص، يبين الكاتب كيف أن التقاعد في المجتمعات العربية يعني بداية النهاية، بينما هو في المجتمعات المتقدمة انطلاقة جديدة.
-
الزمن والتحولات: مقارنة بين الماضي (عصر الشعراء والحياة البسيطة) والحاضر (عصر التكنولوجيا المرهق والافتراضي).
-
النقد السياسي والاجتماعي: يتطرق السرد إلى فساد السياسيين، انحسار القيم، وتراجع دور المثقف.
الكتاب يسلط الضوء على الخواء الداخلي الذي يعيشه الفرد بعد فقدان دوره المجتمعي، ليطرح أسئلة وجودية كبرى عن المعنى، الانتماء، ودور الإنسان العربي في عالم سريع التغير.
الخواء الرهيب ليست مجرد رواية عن التقاعد، بل هي مرآة لأزمة أوسع يعيشها المجتمع العربي بين الماضي والحاضر، بين القيم والأوهام، وبين الانتماء والاغتراب.