أنت في النار وأنا في الجنة (المتاهة والحقيقة)

هذا المُؤلَّف ليس لإثبات أن الإسلامَ هو الدينُ الصحيح الذي يجبُ أن يُتبع. أنا على قناعةٍ بذلك، لكنَّ الدافعَ الحقيقيَّ لهذا الكتاب، هو محاولةٌ لمعرفة مصير بقيَّة خلق الله غير المسلمين، بالإضافة إلى آراءٍ ونقاشاتٍ وتجاربَ حولَ عددٍ من القضايا التي حطَّت من قدر المسلمين، ونالت من سيادة ورِفعة أمَّة الإسلام، تلك الأمة التي وُسِمت بـ”خيرِ أمةٍ أُخْرِجت للأنَام” ماذا أصابها اليوم وإلى متى المنَام، وهل المسلمون هم بالفعل أفضلُ الخلقِ وخيرِهم، في أخلاقهم وتعاملاتهم الإنسانية؛ فيما بينهم أو مع الآخر؟ أم أننا مسلمون ” اسمًا” وغيرُنا قد تَمَثَّل أخلاقَ الإسلام، فنَال الرِّيادة والسِّيادة، وصِرنا أتباعًا رغم أن المِقْوَد في يَدِنا، وبوصَلَة الطريق أمَامَنا؟

وليعلم كافَّةُ الناس، أن باب الاجتهاد في الدِّين وإعمال العقل، سيبقى مفتوحًا لكلِّ إنسان إلى يومِ القيامة، فلا يوجد ثابتٌ في هذا الكون إلا القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكلُ ما دونهما قابلٌ لأن يؤخذ منه أو يُرَد.

Log in to view price and purchase

الوصف

أنت في النار وأنا في الجنة ( المتاهة والحقيقة)

أنت في النار وأنا في الجنة ( المتاهة والحقيقة): هذا المُؤلَّف ليس لإثبات أن الإسلامَ هو الدينُ الصحيح

الذي يجبُ أن يُتبع. أنا على قناعةٍ بذلك، لكنَّ الدافعَ الحقيقيَّ لهذا الكتاب، هو محاولةٌ لمعرفة مصير بقيَّة

خلق الله غير المسلمين، بالإضافة إلى آراءٍ ونقاشاتٍ وتجاربَ حولَ عددٍ من القضايا التي حطَّت من قدر

المسلمين، ونالت من سيادة ورِفعة أمَّة الإسلام، تلك الأمة التي وُسِمت بـ”خيرِ أمةٍ أُخْرِجت للأنَام” ماذا

أصابها اليوم وإلى متى المنَام، وهل المسلمون هم بالفعل أفضلُ الخلقِ وخيرِهم، في أخلاقهم وتعاملاتهم

الإنسانية؛ فيما بينهم أو مع الآخر؟ أم أننا مسلمون ” اسمًا” وغيرُنا قد تَمَثَّل أخلاقَ الإسلام، فنَال الرِّيادة

والسِّيادة، وصِرنا أتباعًا رغم أن المِقْوَد في يَدِنا، وبوصَلَة الطريق أمَامَنا؟

وليعلم كافَّةُ الناس، أن باب الاجتهاد في الدِّين وإعمال العقل، سيبقى مفتوحًا لكلِّ إنسان إلى يومِ

القيامة، فلا يوجد ثابتٌ في هذا الكون إلا القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم،

وكلُ ما دونهما قابلٌ لأن يؤخذ منه أو يُرَد.

 

مَدْخَل (أنت في النار وأنا في الجنة ( المتاهة والحقيقة)

قال لصَاحِبِّه وهو يُحَاوِرُهُ: “أنت وزوجتُك مَصِيرَكُما إلى النار، ويومئِّذٍ سأنادي عليك من مقامي في الجنة،

لأُذكِّرَك بحديثي هذا، وستندم، حيث لا ينفع النَّدم”. بتلك العبارات انتهى نقاشٌ طويل بين اثنين من الأصدقاء،

استمرَّ إلى زُهاء الساعة. كان جوّهر الخِلاف بينهما، أن أحدهما ألحَّ في إقناع الآخر، بأن ذهاب زوجته للإقامة

خارج البلاد، وطلب اللجوء في إحدى دول الغرب لوحدها دون مَحْرَم، هو فعلٌ من كبائرِ الذُنوب. ومضى الرجل

أبعدَ من ذلك وهو يُقدِّم النصح لصَاحِبهِ، فأفتى عليه بأن بقاءَه مع زوجته بعد فِعلتها تلك لا يجوز، ويتوجَّب عليه

فِرَاقُها، فقد نَصَحَ وأفتى وأصدرَ حكمَه النهائيَّ على العلاقة، دونَ الالتفاتِ لمحاولاتِ الزوجِ المستمرَّةِ لإقناعه

بأن زوجتَه غادرت بموافقته، وأنه سَيلحقُ بها في مُقْبِل الأيَّام، لكن الرجل ظلَّ على موقفهِ ولم تقنعه كل

الحُجَّج التي ساقها الزوج لتبرِّئة ساحتهِ وزوجته، من التُّهم وكبائِّر الذنوب. رُفِعت الجلسة على أن تُستكمل

لاحقًا، في يومٍ ليس ببعيد، يوم وقوف الخلائق بين يديِّ الله لتصفية الحسابات، فذاك الذي ضَمِن لنفسه الجنّة

يظُن أن المشهد الأخير محسومٌ لصالحه، وأنه النَّاجي وصاحبه هالِك، فهل سيَصدُّق تنبؤه أم للحقيقة وجه آخر؟.

انتهى نقاش الصديقين، وتفرَّقا، إلى موعدٍ مكانه الجنَّة أو النَّار، لكن الأسئلة والاستفهامات في عقلي لم تهدأ،

ما معيَار المُفَاضَلة بين أهل الجنة وأهل النار؟، هل فقط الانتماء للإسلام، نجاة من النار وضمان لدخول الجنة؟

أين بوصلة الخروج من متاهة الدين في الدنيا والآخرة؟ ما الأخطاءُ والذنوب المُوجِّبة للخلود في النار، خاصَّةً أن

الجنة ليست حكرًا على أمة محمد؟ ما أهمُّ العباداتِ والطاعات المُنجية يوم الهلاك؟ مع العلم أن أوَّل من تُسعَّر

بهم جهنم يوم القيامة (قارئ القرآن، الجواد الكريم، الشجاع المقدام)، فكيف يضمن الإنسان لنفسه الجنة،

ويعيش حياته باطمئنان وثقة، بأن الله لن يُخزيه ويرميه في النار؟ رُّوي عن الحسن البصري أنه بكى وهو على

فراشِ الموت، فقالوا له: “أو تبكي وأنت أبو سعيد، فقال لهم: “ومَن أبو سعيد، ومَن الحسن البصري؟! أخشى

أن يُلقيني الله يوم القيامة في النار ولا يُبالي”. نعم، فقد تكون النار مصيرًا لمن نظنُّ فيهم الخيرَ والصلاح والتقوى.

الخلاصة: لا يجوزُ الحكمُ على إنسانٍ بأنه في الجنة أو النار، إلا من نصَّ عليهم القرآن، أو من شَهِّد لهم رسول

الله صلى الله عليه وسلم، شهادةً صريحةً كـالعشرة المبشرينَ بالجنة، أو من عَيَّنهم بأسمائهم أو أَشارَ إليهم.

فلا أهل الصَّلاح والتَّقوى والطَّاعة هم في الجنة، ولا أهل المعاصي والذنوب وغير المسلمين هم في النَّار،

حتى وإن كانوا في ظاهرهم يَتمَثَّلون صفاتِ أهل الجنة أو النار، فظَاهِرَهُم لا يُعتبر شهادةً لهم أو عليهم.

 

الإهداء (أنت في النار وأنا في الجنة ( المتاهة والحقيقة)

إلى كُلِّ نفسٍ خَلَقها الله، فأكْرَمَها وبثَّ فيها من رُوحِهِ، إلى كلِ إنسان على وجه هذه الأرض، مُهتديًا كان أو ضالًا، مُسلمًا أوغيرُ ذلك، مُلتَزمًا بأوامِر الخالق أو عاصيًا مُتَكبرًا، من عَرَف الله والدِّينَ والجنّةَ وسعى لها، ومن لم يتَشرَّف بمعرِفَتِه بعد.

إلى أصفياء الله من خلقه، رُسُلًا وبشرًا، إلى أمي وأبي في عليائهما، سلامًا ومحبةً وشوقًا، فقد تزيَّنت بكم، وبالمخلصين من أمثالكم، تلك العَوالِم الأُخرى.

 

أنت في النار وأنا في الجنة