توظيف التقنية في دراسة التاريخ (دراسات في مصادر التاريخ المرئي)

تصدير الطبعة الثانية من كتاب (توظيف التقنية في دراسة التاريخ)

سبق أن طبع للباحثة كتابين هما دراسات في مصادر التاريخ المرئي الدراما التاريخية بين الحقيقة التاريخية والأساطير المشوهة وكتاب توظيف التقنية في دراسة التاريخ في مكتبة مدار الوطن بالرياض للعام 1438/1439هـ، وقد انتهت مدة العقد مع الدار المذكورة ونفذت النسخ الموجودة واحببت قبل طبعة مرة أخرى أن أدمج الكتابين بصورة جديدة في كتاب واحد، وأن يكون النشر الكترونيا فقط ليكون بين أيدي الجميع وفي نفس الوقت لاتباع الطريقة الحديثة في النشر لمواكبة التقدم خاصة أن اغلب طلابنا نادرا ما يتعاملون بالكتب الورقية بل أصبح التعامل مع التقنية هو الدارج وهذه هي طبيعة العصر.

وإني بذلك أضم هذا الكتاب بطبعته الجديدة إلى سائر الكتب العربية ليضم إلى المكتبات الرقمية نسخة معدلة وحديثة مضافةً إليه شروحات وتعديلات هادفة تواكب التطور السريع للمصادر الحديثة.

 

Log in to view price and purchase

الوصف

تصدير الطبعة الثانية من كتاب (توظيف التقنية في دراسة التاريخ)

سبق أن طبع للباحثة كتابين هما دراسات في مصادر التاريخ المرئي الدراما التاريخية بين الحقيقة التاريخية

والأساطير المشوهة وكتاب توظيف التقنية في دراسة التاريخ في مكتبة مدار الوطن بالرياض للعام 1438/1439هـ،

وقد انتهت مدة العقد مع الدار المذكورة ونفذت النسخ الموجودة واحببت قبل طبعة مرة أخرى أن أدمج الكتابين بصورة

جديدة في كتاب واحد، وأن يكون النشر الكترونيا فقط ليكون بين أيدي الجميع وفي نفس الوقت لاتباع الطريقة الحديثة

في النشر لمواكبة التقدم خاصة أن اغلب طلابنا نادرا ما يتعاملون بالكتب الورقية بل أصبح التعامل مع التقنية هو

الدارج وهذه هي طبيعة العصر.

 

وإني بذلك أضم هذا الكتاب بطبعته الجديدة إلى سائر الكتب العربية ليضم إلى المكتبات الرقمية نسخة معدلة

وحديثة مضافةً إليه شروحات وتعديلات هادفة تواكب التطور السريع للمصادر الحديثة.

 

المقدمة (توظيف التقنية في دراسة التاريخ)

عرف عن علم التاريخ أنه ضروريٌ لكل الدراسات العامة والخاصة فهو علم يبحث في كل الأحداث

والوقائع التي قام بها الإنسان، فالتاريخ يحدث ولا يكتب وهو يحدث لأن البشر يصنعون أحداثه ووقائعه عبر

مسيرتهم وتفاعلهم مع الزمان والمكان وإعادة انتاج تلك الأحداث بشكل ما بين يدى المؤرخ ما هو إلا تفسير

لتلك الأحداث وقراءة ما حدث عبر دراسته عن طريق مصادرة المختلفة، وقد اختلف الباحثون في أصل لفظ كلمة

” تاريخ ” فذهب البعض إلى أنه لفظ عربي خالص، وذهب آخرون إلى أنه لفظ فارسي، وأن العرب أخذوه عن الفرس،

وذهب فريق ثالث إلى أن أصل الكلمة غربي ومأخوذة من كلمة ” أرخى ” اليونانية بمعنى بداية أو حكم، و” أرخايوس ”

بمعنى قديم، ويرون أنها مأخوذة من Historia الرومانية (البحث عن الأشياء الجديرة بالذكر)، ويرى آخرون

على أنها سامية، ومشتقة من القمر أي (يرخ ) ولفظ كلمة ” تاريخ ” بالعربية يعنى الإعلام بالوقت، حيث

يقال أرخت الكتاب وورخته توريخا ” أي حددت وقته “، وكلمة توريخ لفظ عربي أصيل، وقيل إنها مأخوذة

من أصل سريانى معناه ” الشهر “، وقد أشار السخاوى لذلك فذكر ” أن التاريخ يبحث عن

وقائع الزمان من حيث توقيتها، وموضوعه الإنسان والزمان”.

 

وقد مرت الكتابة التاريخية بمراحل مختلفة، حتى وصلت إلى الصورة التي نراها اليوم، فقد كانت أول مرحلة
دون بها التاريخ، كان في صورة قصصية كما جاء في الأسفار اليهودية (كقصة الخلق، قابيل، هابيل، والطوفان) إلخ.
كذلك لعبت الأساطير والحكايات دورا هاما في حياة الإنسان، فكانت بداية طبيعية للتاريخ، إذ يحكى الإنسان لأبنائه
أخبار الأجداد، والسلف. وبعد اختراع الإنسان للكتابة شهد التاريخ طفرة عظيمة في مجال تسجيل الأحداث، والأفكار
والمعتقدات، وشهدت هذه الفترة محاولات عديدة لتدوين التاريخ سواء في مصر وبابل وبلاد الإغريق، وتميز مؤرخيهم
بالبعد إلى حد كبير عن الخرافات والأساطير ومحاولة الوصول إلى تفسير منطقي للأحداث.

وعندما أصبحت المسيحية الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية تأثر التاريخ بهذا الحدث، وتحول التاريخ إلى أيدي

القساوسة والرهبان، وصار التاريخ خاضعا للاهوت ومسخرا له وتغيرت النظرة للتاريخ، فنظر للأحداث ليس على أنها

نتيجة تصرف الإنسان وسلوكه لكن على أنها إرادة الله ومشيئته التي تسير الكون.

وفى عصر النهضة الأوربية، أصبح التاريخ وطنيا قوميا يهتم بإثبات الشخصية الخاصة المتميزة لكل منها.

وقد شهد التاريخ في القرن التاسع عشر تقدما ملحوظا، من حيث بعد التاريخ عن السرد والجنوح إلى روح النقد

والتحليل، ولكن كانت هناك مشكلة وحيدة لا تزال تهز أركانه، وهو الهدف منه، والأسس التي يجب أن تقوم عليها

الكتابة التاريخية، أو ما نعبر عنه اليوم بـالمنهج. ويهتم التاريخ بالقيم والأنشطة الاقتصادية والسياسية في الماضي

والحاضر، وتفاعل الإنسان مع بيئته الاجتماعية والطبيعية، ومشكلاتها، وتوقعات المستقبل والتراث الثقافي وخصائصه

الحيوية، لأنه يعنى بدراسة كل شيء عن البشر وبيئاتهم.

وللتاريخ عملية تنمية أخلاقية وليست ذهنية عقلية فقط من خلال ربط أحداث الأمم السابقة بالحياة المعاصرة

لكل زمان، كونه يهتم بتجارب الشعوب ومساهمتها في تقدم البشرية والربط بين الماضي والحاضر، وبعبارة أكثر

شمولاً يساعدنا في معرفة أنفسنا والجنس البشري. ورغم جوانب الأهمية التي يتمتع بها التأريخ إلا إنه لا يستطيع

تقديم الفائدة المرجوة منه دون استخدام التدريس الجيد والفاعل، وتدريسها لا يحتاج إلى المدرس والكتاب فحسب

بل يحتاج إلى الوسائل والتقنيات التربوية المختلفة)

وتدريس التاريخ تتأثر طرائقه كما في طرائق التدريس الأخرى، بما طرأ على الأنظمة التربوية والتعليمية

من تحولات، نتيجة للتطورات في مجال النظريات والمفاهيم التربوية، وظهور مجموعة من الاتجاهات والمدارس

التربوية، كما تأثر بالمتغيرات الجديدة في عصر المعلومات والتحولات في النموذج التعليمي، فلم يعد تقديم

التاريخ في مناهج التعليم تقليدياً، وما طرحته مدارس المستقبل الإلكترونية أرادت إبعاده عن التقليدية،

فهناك صيغ جديدة وطرائق تدريس جديدة، وبناءً على ما سبق ذكره، فتوظيف التقنيات المعاصرة في

تدريس التاريخ يعد أحد الأركان الأساسية في العملية التربوية المستقبلية، وأحد المصادر الحديثة لدراسة

التاريخ، والتي ينبغي الاهتمام بها والعمل على تفعيلها قولاً وعملا، وهذا لن يؤخذ موضع التنفيذ دون تحديد

جوانب الحاجة الفعلية لها، ومن ثم الانطلاق إلى متطلبات نجاحها، نظراً للعلاقة الوثيقة بين الهدفين بحيث

يكمل أحدهما الآخر. ويمكن القول إن هذا الكتاب يمثل رؤية حقيقية لتحديد هذه الجوانب التي

يمكن لكل العاملين في الميدان التربوي الجامعي الإفادة منها كونها تمثل لهم دستور عمل

يستطيعوا الاعتماد عليه لتحقيق غايتهم في مؤسسة تعليمية تكنولوجية فعالة يمثل

تدريس التاريخ بالأساليب التقنية أحد عوامل تطورها وتقدمها.

 

 

أهمية الكتاب (توظيف التقنية في دراسة التاريخ)

تكمن أهمية هذا الكتاب (توظيف التقنية في دراسة التاريخ) في أنه نسخة ثانية من كتبي السابقة

في نفس الموضوع ولكن تسهيلا للقراء والدارسين تم دمجهما في كتاب واحد بشكل جديد وصورة أفضل أكثر

وضوحا وشمولية وبالتالي تم إضافة شروحات وتوضيحات جديدة وما استجد في المصادر الحديثة المتطورة

إلى جانب المنشورات السابقة من أجل إخراجه بثوب جديد يناسب الجميع.

وتكمن أهمية الكتاب أيضا في كونه يبين الحاجة إلى التقنيات الحديثة في تدريس التاريخ ويحدد مدى نجاح

هذه التقنيات في العملية التعليمية، خاصة أن المؤسسات التعليمية تشهد عصر تطور وثورة معلوماتية وتكنولوجية،

وأصبحت أكبر داعم للبيئات التعليمية التفاعلية، بعدما كانت تركز فيما سبق على المعلم وما يعطيه من مادة

علمية، توزع الاهتمام وأصبح التعليم عملية ثالوثية لا تنفصل (المعلم  التلميذ  والمنهج ) ونستطيع الآن أن نظيف

التقنية، وبعبارة أخرى أن رتن الحياة المتسارع والتغيرات المتواصلة في عالمنا، والتطور المتزايد للعلوم والتكنولوجيا

تتطلب منا جميعاً التماشي مع إيقاع التغيير وأشكال التقدم.

وأخيراً نضيف أنه على الرغم من ازدهار الكتابة التاريخية في العالم كله وصدور آلاف الكتب عن مئات الموضوعات

التاريخية في أوربا وأمريكا والعالم العربي في القرنين العشرين والحادي والعشرين، فإن اختراع السينما ثم

التلفزيون فشبكة الإنترنت، أدى إلى تغيرات مهمة في استعدادات جماهير الناس من المتعلمين وعامة المثقفين،

بل والنخبة أيضا وفى أذواقهم المعرفية، وبالتالي تتم مناقشة أفضل الطرق للتعامل مع التقنيات المختلفة في

توضيح ودراسة التاريخ.

ويجب أن نشير هنا إلى أن الرغبة في المعرفة التاريخية لم تتضاءل وإنما ازدادت توهجاً بسبب

هذه الاختراعات الجديدة التي قدمت نمطًا من المعلومات التاريخية، التي يمكن أن نسميها التاريخ المرئي.

توظيف التقنية في دراسة التاريخ